أكدت نتائج المؤتمر الشبابي العربي "الريادة والإبداع"، الذي عُقد في العاصمة البحرينية المنامة (21/1/2015)، برعاية صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال، وبتنظيم مشترك بين منتدى الفكر العربي والمركز العربي الدولي لريادة الأعمال والاستثمار/ منظمة الأمم المت

المؤتمر الشبابي العربي "الريادة والإبداع"

(المنامة/ مملكة البحرين؛ 21/1/2015)

(تقرير وخلاصة عامة)

 

 

 

أكدت نتائج المؤتمر الشبابي العربي "الريادة والإبداع"، الذي عُقد في العاصمة البحرينية المنامة (21/1/2015)، برعاية صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال، وبتنظيم مشترك بين منتدى الفكر العربي والمركز العربي الدولي لريادة الأعمال والاستثمار/ منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية UNIDO، أهمية التعاون بين المجتمع المدني والمواطنين العرب وحكوماتهم من أجل وضع سياسات واستراتيجيات اقتصادية فعّالة، تأخذ في الاعتبار التأثير الاقتصادي والاجتماعي والسياسي للعالم العربي بوصفه منطقة حضارية وجغرافية واحدة، والعمل على رفع دخل المواطن العربي في المتوسط بالنسبة للدخولات في العالم، وتطوير الاقتصادات الوطنية وتقويتها، وتنمية الاستثمارات، والتخفيف من البطالة إلى أقصى الحدود الممكنة، والعمل على تمكين الشباب والمرأة من خلال رعاية الابتكارات والإبداعات في مجال ريادة الأعمال، وتوفير البيئة الداعمة لرياداتهم؛ وصولاً إلى تحول الدول العربية إلى دول صناعية ذوات اقتصادات قوية، تشكِّل كتلة إقليمية مؤثرة في الاقتصاد الدولي.

الكلمة الافتتاحية لسمو الأمير الحسن بن طلال

كما أشاد المشاركون بمضمون الكلمة الافتتاحية لسمو الأمير الحسن بن طلال، التي ألقتها بالإنابة سمو الأميرة رحمة بنت الحسن، وما اشتملت عليه هذه الكلمة من تعمق في تشخيص أسس وأبعاد عملية النهوض بالكفاءات العلمية والمهنية الشبابية، والإسهام بتأهيل القيادات الإدارية على مستوى الوطن العربي، من خلال تجديد سمو الأمير الحسن لمقترحه بتأسيس معهد عربي للإدارة يتولى تأهيل القيادات الإدارية الواعدة، وخلق أجيال قادرة على التعامل مع التطورات في مجال إدارة الموارد وقيادة المؤسسات، وتحقيق القدرة التنافسية على المستوى العالمي، فضلاً عن إعداد الشباب ليتمكنوا من المشاركة الفاعلة في بناء مجتمعاتهم، والتعاطي بطرق مؤثرة مع العالم.

وركّزت الكلمة بشكل رئيسي، ضمن هذا الإطار، على دور التعليم في بناء المواطن الفاعل المجهَّز بأدوات العقل والمعرفة والإبداع للمساهمة في الساحة العالمية، بحيث يكون هذا المواطن فخوراً بهويته وثقافته ومدركاً في الوقت نفسه للقيم الإنسانية المشتركة، وعلى الدور المهم للشباب في خطط الإصلاح وعمليات التطوير التي هي بحاجة إلى منهجية واضحة في التفكير. فهناك الكثير من حملة الشهادات العليا في مجالات مختلفة وممن يمتلك الشهادة والكفاءة والخبرة، غير أن التطوير لا يعتمد على هذه العناصر وحدها وإنما يحتاج إلى رؤيا واضحة منفتحة على العالم تكون في تواصل وتفاعل مع الرؤى التنويرية الأخرى. وكمثال على المبادرات الوطنية، أشار سمو الأمير الحسن إلى "جائزة الحسن للشباب"، التي أُنشئت عام 1984 والتي حرصت على تعميق القيم والمهارات الإنسانية الأساسية في نفوس الشباب من أجل بناء مجتمع المستقبل.

ودعا سمو الأمير الحسن إلى الانتقال من ثقافة الاستهلاك إلى الإنتاج، وإعادة التكامل بين العمل والثروة، والتركيز على السياسات وليس السياسة. وقال سموه: إنه في ضوء انتشار ظواهر التطرف، والاغتراب، والتهميش، والإقصاء للشباب، فلا بد من تشجيع انخراط الشباب في المجتمع بدلاً من انعزاله وسلبيته. ولا بديل عن تمكين الشباب، وإتاحة الفرص لهم من أجل مشاركة أكبر في صنع القرار في مجالات الأنشطة الإنسانية المؤثرة في حياتهم، "فهم الفئة الأكثر تقبلاً للتغيير والتجديد  والتعامل بروح مبدعة".

وأوضح سموّه أن تحقيق التحوّل الاقتصادي والاجتماعي المنشود بحاجة إلى سياسة واضحة في العلم والتكنولوجيا والإبداع، تمثل جزءاً أساسياً أو داعماً لسياسة التنمية الوطنية، مجدداً الدعوة إلى تأسيس قاعدة معرفية دقيقة قابلة للتحديث باستمرار، للاستناد إليها في صوغ السياسات، ووضع الخطط الاستراتيجية والتنموية التي ترسخ معالم المستقبل.

وكان المؤتمر قد عُقِدَ بمشاركة العديد من رواد الأعمال والناشطين الاقتصاديين وناشطي المجتمع المدني وأكاديميين وممثلي مؤسسات أهلية من دول عربية وإفريقية وغربية، وشخصيات فكرية ورسمية بحرينية وخليجية من بينها أعضاء في منتدى الفكر العربي من البحرين، ممن شاركوا أيضاً في "منتدى الاستثمار الدولي الأول لرواد الأعمال" تحت عنوان "ريادة الأعمال والاستثمار في التنمية الصناعية الشاملة"، وكذلك مؤتمر "الاقتصاد الأخضر"، الذي تزامن انعقادهما مع مؤتمر "الريادة والإبداع" في المنامة خلال الفترة 19-21/1/2015، برعاية صاحب السموّ الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس الوزراء في مملكة البحرين. وألقت فيه سمو الأميرة رحمة بنت الحسن كلمة في حفل الافتتاح بالإنابة عن والدها صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال.

كلمة سمو الشيخة الدكتورة حصة سعد العبدالله السالم الصباح

وكانت كلمة سمو الشيخة الدكتورة حصة سعد العبدالله السالم الصباح، رئيسة مجلس سيدات الأعمال العرب، ونائب رئيس الاتحاد العربي للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، ورئيسة الاتحاد العربي الإفريقي لسيدات الأعمال، قد ألقيت بالنيابة عنها من قبل أة. خيرية دشتي، الأمين العام لمجلس سيدات الأعمال العرب.  وأكدت سمو الشيخة حصة في هذه الكلمة الأهمية الكبرى للمشروعات الصغيرة والمتوسطة لدى صناع القرار الاقتصادي في العالم، ودور هذه المشروعات في خلق فرص عمل جديدة، على الرغم من تكلفتها الاقتصادية القليلة مقارنة بالمشروعات العملاقة.

وأشارت إلى أن المشروعات الصغيرة والمتوسطة في الدول العربية تشكل ما يربو على 99% من مجموع المؤسسات الاقتصادية الخاصة في مصر، وما يقارب 90% في الكويت، تضم عمالة وافدة تقدر بنسبة 45% من قوة العمل و1% من العمالة الوطنية. وفي لبنان تشكل هذه المؤسسات ما قوامه 95%، وتساهم بنحو 90% من الوظائف العاملة بالدولة. وفي الإمارات العربية المتحدة تشكل ما نسبته 94.3% من المشاريع الاقتصادية، وتوظف نحو 62% من قوة العمل، وتساهم بنحو 75% من الناتج المحلي للدولة. وفي البحرين تمثل حوالي 98.8% من جملة المشروعات، محققة نتائج ملموسة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية من جوانب عدة، يأتي في مقدمتها تعبئة الموارد البشرية، واستيعاب نسبة كبيرة منها، كما هي تجربة النمور الآسيوية.

وأضافت أن المشاريع الصغيرة والمتوسطة في الوطن العربي تشكل ما يقارب 90% من إجمالي المؤسسات العاملة، وتوظف ما يقارب 60% من قوة العمل، وتشارك بنسبة 50% من الناتج المحلي، مشيرةً إلى ضرورة تذليل المعوقات التي تواجه هذه المشروعات، مثل أعباء الضريبة الجمركية، والرسوم والخدمات المرتبطة بها، وفوائد القروض، والفروقات الهائلة في تكاليف الإنشاء والتشغيل، والسياسات المالية والضريبية بين الدول، والعوائق المتعلقة بالتشريعات واللوائح القانونية.

وأشارت إلى دعوة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، المتمثلة بمبادرة دولة الكويت خلال القمة الاقتصادية العربية 2008 ، إلى إنشاء صندوق دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة بمبلغ مليار دولار، تحملت الكويت منها 500 مليون دولار، وهو ما يؤشر على دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، والعمل على تغيير النظرة الدونية للبعض تجاه الأعمال الحرفية، وتوعية أصحاب المشروعات حول كيفية التعامل مع الصعوبات التي تواجههم، وتشجيع الشباب على الخوض في غمار سوق العمل.    

الجلسة الرئيسية

اشتمل برنامج مؤتمر "الريادة والإبداع" على جلسة رئيسية، ترأسها د. الصادق الفقيه، الأمين العام لمنتدى الفكر العربي، ومقررتها أة. أحلام جناحي، رئيسة جمعية سيدات الأعمال البحرينية. وتحدث في هذه الجلسة كلٌّ من: د. هاشم حسين، مدير المركز العربي الدولي لريادة الأعمال والاستثمار/ UNIDO، حول موضوع الريادة والإبداع؛ و د. جواد العناني، عضو مجلس الأعيان والخبير الاقتصادي الأردني وعضو منتدى الفكر العربي، و د. إبراهيم بدران، مستشار رئيس جامعة فيلادلفيا للعلاقات الدولية بالأردن، حول أبعاد مشروع "الميثاق الاقتصادي العربي"، الذي يستعد المنتدى لإطلاقه قريباً.

وفي كلمته عبر د. الصادق الفقيه عن سعادة منتدى الفكر العربي بالتعاون مع اليونيدو وشركاء إقليميين في هذا الحدث، الذي يعد آخر فعاليات المنامة عاصمة ريادة الأعمال 2014، تمهيداً لانطلاق فعاليات عمّان عاصمة ريادة الأعمال 2015، وهي المبادرة التي تشارك المنتدى واليونيدو في ابتكارها، وتبنتها الأمم المتحدة، معرباً عن أمله في أن تكون تجسيداً دائماً لما تنتجه مثل هذه اللقاءات من رؤى وأفكار تنعكس إيجاباً على التنمية الاقتصادية في العالم العربي ومشاركة الشباب فيها، بما يعود بالنفع عليهم وعلى مستقبلهم.

بدوره أشار د. هاشم حسين إلى أن المؤتمر يؤكد أهمية إبراز دور الشباب والمرأة في التنمية الاقتصادية بالمنطقة العربية، وذلك أن كثيراً من المشاركين هم نماذج من ريادات الأعمال أطلقتها اليونيدو، ودعمت مسيرتها في الريادية. وقال: إن هذه هي بداية المشوار لأنشطة عواصم الريادة في العالم العربي، بما يخدم ويساهم في التنمية العربية الشاملة.

أبرزت مناقشات الجلسة أهمية التعاون والتنسيق الاقتصادي العربي، وإيجاد البيئة التشريعية والتعليمية والتكنولوجية المناسبة لريادة الأعمال والاستثمار، والنهوض بمشروعات صناديق الدعم الاقتصادي للدول العربية، فضلاً عن إيجاد الحلول المناسبة والبرامج الملائمة للتعامل مع تحديات الطاقة والمياه والموارد الطبيعية، ونقص الغذاء، وتوفُّر الأراضي الصالحة للزراعة، والتغيُّر المناخي، والبطالة، وغيرها من التحديات التي تواجه البلدان العربية.

ودعا المشاركون إلى بلورة فلسفة تطويرية للتعليم ولمكافحة الأميّة، والتركيز على التأهيل الريادي للشباب ودور المرأة العربية في التنمية الاقتصادية. كما دعا المشاركون إلى اعتماد برامج منهجية وطنية للترابط البيني في التجارة والسياحة مع الدول الأخرى، ولا سيما في مجال النقل البري، ومن ذلك إنشاء السكك الحديدية بين البلدان العربية، وكذلك تطوير النقل الجوي والبحري بينها.

 

الجلسة الأولى : "المشاريع الصغيرة المدرّة للدخل"

وفي الجلسة الأولى بعنوان "المشاريع الصغيرة المدرّة للدخل" التي تلت الجلسة الرئيسية، برئاسة د. معتز الطباع، المدير العام لجمعية رجال الأعمال بالاسكندرية/ مصر، ومقررها أ. عبد الحسن عباس الديري، رئيس جمعية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في البحرين، قدَّم د. محمود السرحان، المدير العام لمركز القرية الكونية للدراسات والخبير الشبابي/ عضو منتدى الفكر العربي، ورقة بعنوان "المشاريع الصغيرة المدرّة للدخل كآليّة لحلّ مشكلتي الفقر والبطالة في الوطن العربي (الأردن نموذجاً)"، تحدث فيها عن التحديات التي تواجه الشباب العربي عموماً، الذين يشكلون 33% من مجموع سكان الوطن العربي في الفئات العمرية ما بين (10-24 سنة)، ومن هذه التحديات على سبيل المثال حسب بعض الدراسات: افتقار المجتمعات العربية إلى البيئة والموارد الملائمة لتنظيم الأنشطة الشبابية وخلق فرص التشبيك بينهم، والتداعيات الاقتصادية للعولمة التي أفرزت حالات تهميش لفئات من الشباب، وإدماجاً لفئة محددة، وإفقاراً للطبقات الفقيرة أصلاً التي انسحبت الدولة عن دعم احتياجاتها الأوليّة. عدا اتساع الفجوة الجيلية بسبب تفاوت الإنجاز التعليمي بين الأجيال واتساع نطاق التعرض للإعلام العالمي. والمنحى الأُحادي للنظام التربوي العربي عوضاً عن المنحى التشاركي؛ ما يعني غياب الحوار الحرّ، والتعلُّم الاستكشافي والتفاعلي النشط، الأمر الذي يغلق الباب أمام حرية التفكير والنقد، ويُضعِف القدرة على الاختلاف.

وأشارت الورقة إلى أن معدلات البطالة بين الشباب العربي هي الأعلى بين معدلات البطالة العالمية، وفقاً لبيانات منظمة العمل الدولية، وقد وصفها تقرير منظمة العمل العربية لعام 2008 بأنها الأسوأ عالمياً. كما أن تقديرات البنك الدولي تؤشر على تزايد نسبة البطالة بين الشابات العربيات عن الشباب الذكور بنسبة 50%. ووفق خبراء البنك الدولي، فإن المعدلات المرتفعة للبطالة في المنطقة العربية تعكس معدلات نمو أقل من المتوسط في الدول النامية، وعجز الأنظمة التعليمية العربية عن ترسيخ ونشر مهارات وأنماط التعليم ذات الصلة بأسواق العمل.

ودعت الورقة إلى تطوير بعض سياسات مؤسسات التمويل المايكروي والصغير فيما يتعلق بتقديم قروض المشاريع الإنتاجية للشباب والفقراء، ودعم الجهود الثقافية والفكرية والبحثية لمعالجة مشكلة ابتعاد الشباب عن العمل في المهن الخدماتية البسيطة، وترسيخ التوجه لدى الشباب لإنشاء المشاريع الخاصة بهم التي تغنيهم عن الوظائف الحكومية وتبعدهم عن شبح الفقر والبطالة.

وفي هذه الجلسة أيضاً، قدم عدد من الرياديين والرياديات، الذين نجح أكثرهم بدعم من المركز العربي الدولي لريادة الأعمال والاستثمار UNIDO، تجاربهم تحت عنوان "تعلُّم الريادة من الرواد"، فتحدثت أة. راوية منصور، الناشطة الاقتصادية من مصر، حول تجربتها في إنتاج التصاميم الفنية والأبعاد الجمالية في العمل الريادي.

وتناولت أة. سمر كلداني، مديرة جائزة الحسن للشباب/ الأردن، في حديثها هذه الجائزة وأهدافها وبرامجها وإنجازاتها في مجال حفز الشباب نحو ريادة الأعمال.

واستعرضت أة. هدى جناحي، رائدة الأعمال البحرينية، التي تم اختيارها سفيرة الأمم المتحدة لريادة الأعمال، عن قصة البدايات البسيطة لتأسيسها لشركة غلوبال للبريد السريع Global Post التي لديها (42) فرعاً في أنحاء العالم، ويبلغ رأسمالها (5) مليون دولار.

كما تحدثت أة. هيفاء الطيب، رائدة الأعمال من السودان، عن أثر الخلفية العلمية والأكاديمية والخبرة العملية في مبادرتها للعمل الريادي وتحدي معوقات الواقع في طريق النجاح.

وقدم أ. أليكس نعمة، رائد الأعمال والمدير العام لجمعية الأعشاب الطبيعية/ لبنان، ملامح تجربته الريادية في إنشاء مركز للأعشاب الطبيعية وتجارتها، يعنى بالجمع بين الصحة الغذائية والصحة الوقائية، ويعد الثاني على مستوى العالم العربي، مشيراً إلى أهمية التكامل الاقتصادي العربي في ريادة الأعمال.

 

الجلسة الثانية :"التمكين الثقافي والاقتصادي"

وفي الجلسة الثانية بعنوان "التمكين الثقافي والاقتصادي"، التي ترأستها أة. عابدة المهدي، الناشطة الاقتصادية من السودان، ومقررها أ. نوري ناظم الصالحي، رائد الأعمال من العراق، قُدمت ورقة للدكتورة جودي البطاينة، من جامعة جرش/ الأردن عن التمكين الثقافي الاقتصادي"، قدمها بالنيابة عن كاتبتها أ. كايد هاشم، مساعد الأمين العام لمنتدى الفكر العربي. وتتعرض الورقة لمفهوم التمكين ومحدداته واستخداماته في الحقول المعرفية، مثل الاقتصاد، والتنمية، وعلم النفس، والتعليم، والإدارة، والاتصالات، والدراسات النسوية.

وتؤكد الورقة في هذا الصدد على عناصر القوة أو التقوية والتعزيز، وارتباط التمكين بمسألة التحكم الذاتي في تغيير مسار حياة الفرد أو تعديل هذا المسار نحو الأفضل. كما ترصد الورقة أبعاد عملية التمكين وتجلياتها، كونها عملية تجمع بين المستويين الفردي والمجتمعي، وهي عملية تغييرية تستهدف حصول الأفراد على القوة من خلال اكتساب المعلومات الخاصة بهم وبالبيئة التي يعيشون فيها. ثم هي عملية تفاعلية أو نتاج التفاعل بين خبرات الأفراد، ينتج عنها التغيّر الاجتماعي. وأخيراً هي عملية تنموية ترمي إلىى زيادة وعي الأفراد بقدراتهم وحثهم على تطويرها ليصبحوا مؤهلين لدخول العملية التنموية الشاملة.

وتربط الورقة بين التمكين وقيم العدالة والنزاهة والديمقراطية، موضحة الصلات الوثيقة بين الثقافة والاقتصاد من حيث أن دمج التحليل والتغيُّر الثقافي في مزيج عناصر تصميم السياسات والمشاريع، يؤدي إلى تسريع وتيرة التنمية الاقتصادية، وأن التعزيز الاقتصادي لا ينفصل عن التناغم والانسجام في التكوين المجتمعي: الشعب الموحَّد؛ البيئة الاجتماعية الإيجابية، وأن الثقافة هي القوة الروحية التي تحافظ على الوحدة والانسجام الاجتماعي، وتشكل الرابط الروحي في هذه البيئة.

وحول ثقافة الريادية، أشارت الورقة إلى أنها تؤسس لروح التوثب الاجتماعي والفردي لتحويل الأحلام والأماني والأفكار إلى مشاريع واقعية تترك أثرها على الأرض، ولا تقتصر على المشاريع الاقتصادية ومشاريع الأعمال، وإنما تتجاوزها إلى كل عمل أو جهد يتحول من إطار فردي محدود إلى إطار اجتماعي واسع ومنظَّم.

وتحدثت الورقة كذلك عن سمات الريادية، وأخلاقيات التمكين الاقتصادي، وثقافة المشاركة والعمل الجماعي والثقة بالآخر، والمشكلات التي تؤثر أو تواجه التمكين الثقافي الاقتصادي على الصعيد المجتمعي، وثقافة الاستثمار.

ثم قدمت سيدة الأعمال البحرينية أة. أفنان الزياني ورقة حول "تمكين المرأة"، وخاصة في مملكة البحرين، التي أنشىء فيها بمرسوم ملكي مجلساً أعلى للمرأة، وأُطلقت الاستراتيجية الوطنية لدعم المرأة عام 2008، كما خُصص يوم للمرأة البحرينية يوافق الأول من كانون الأول/ ديسمبر من كل عام، إضافة إلى إطلاق جائزة لرائدات الأعمال، وإجراء تعديل على قانون العمل بما يخدم المرأة العاملة، وتعديل القوانين الخاصة بالعنف ضد المرأة.

وفي سبيل استكمال هذه الإنجازات، تحدثت أة. الزياني حول أهمية تعزيز التمكين للمرأة من خلال المناهج التعليمية بما يسمح بمزيد من التكيف لإطلاق الطاقات الوطنية، مقترحة أيضاً بلورة سياسات خاصة في منطقة الخليج لتمكين المرأة، ولا سيما في ضوء المسألة السكانية والزيادة في أعداد الوافدين نسبةً إلى المواطنين، وإصدار المزيد من التشريعات لحماية المرأة، وإزالة ما يعترضها من عقبات في العمل جنباً إلى جنب مع الرجل.

الجلسة الختامية

واختتم المؤتمر بحوار مفتوح مع الشباب المشاركين في جلسة ترأستها أة. خيرية الدشتي، الأمين العام لمجلس سيدات الأعمال العرب/ الكويت. وشارك فيها د. الصادق الفقيه، ود. هاشم حسين. وقدم مقررو الجلسات خلاصات حول نتائج المؤتمر، ثم دار نقاش بين المشاركين حول أهم ما جاء في هذه النتائج كما عرضها هذا التقرير.

يذكر أنه عقد خلال فترة المؤتمر اجتماع ضم وفد المنتدى المشارك برئاسة د. الصادق الفقيه، وأعضاء المنتدى من البحرين، حيث تبودلت الآراء والأفكار  والمقترحات حول برامج المنتدى وأنشطته في المستقبل.