الامير الحسن يرعى ندوة الوئام الديني بين الاديان في الجامعة الاردنية
اكد سمو الامير الحسن بن طلال ان السلام والوئام مكملان لبعضهما وانه اذا ساد السلام خلق الوئام الديني بين الاديان الذي يتطلب تأسيسا تربويا واعلاميا وثقافيا.
وقال سموه لدى رعايته اليوم ندوة الوئام الديني بين الاديان في الجامعة الاردنية ان ما يجمع الديانات السماوية اكثر بكثير مما يفرقها، مشيرا الى ان مواجهة مشاكل الفقر والبطالة والجوع والجهل والظلم وغيرها في دول العالم تحتاج الى ارادة جامعة فحواها الوئام.
واضاف ان الوئام افق حضاري وانساني يجمعنا ويسعنا، مشيرا الى انه يتجاوز الافاق الضيقة التي تفرقنا وان الخلافات الاثنية والعرقية تبدد اي اهتمام للوئام.
وقال سموه لقد ان الاوان ان نفكر معا في المستقبل وتحدياته وخلق روح جديدة تتجاوز الانشقاق وتؤمن درجة من الكرامة الانسانية لشعوب المنطقة تضمن محتوى انسانيا يحترم كرامة الانسان ويدعم القيم الخلاقة للتعامل الانساني الذي يحفظ خصوصية الكل وحريته في اطار شامل جامع.
وتحدث سموه عن قواعد حوار اتباع الديانات السماوية التي تتركز باعادة النظر بمحتوى التربية والتعليم وحوار وطني مجتمعي وضمان انسياب المعلومات، داعيا الى بناء قاعدة معرفية لتسلسل الاحداث التاريخية في المنطقة.
وتطرق سموه الى الاحداث الاخيرة في المنطقة قائلا ان الانفجار التعبيري والحركي متوقع منذ عام 2008، وانه جاء نتيجة امتلاء القلوب بمشاعر المهانة وتدهور الكرامة الانسانية الى ان فاض بها ذلك، مؤكدا اهمية الخطوات الاستباقية واتخاذ خطوات واعية تبنى على خطوات الشباب.
وقال كنا نتحدث عن وحدة عربية اما الان فاننا نسعى للمحافظة على الوحدة القطرية.
وبين سموه ان الحروب منذ عام 2001 التهمت الكثير من الاموال وصلت 8 تريليونات دولار نحن بامس الحاجة لها لتوفير فرص عمل وحل مشاكل الفقر وتعزيز التنمية.
وتابع سموه لقد اصبحنا هدفا سياسا واقتصاديا وثقافيا لجميع شعوب العالم تحت حجج الارهاب والاسلام السياسي وغير ذلك من مسميات وحجج، مشيرا الى ان الازمة العالمية كشفت العورات في اقطارنا كلها. وعبر سموه عن شكره لمبادرة جلالة الملك (الوئام بين اتباع الديانات)، مشيرا الى انها شكلت خطوة ايجايبة نحو تعزيز الجهود التي بذلت في مجال الحوار بين اتباع الديانات.
وجاء عقد الندوة من قبل كلية الشريعة في الجامعة الاردنية بالتعاون مع المعهد الملكي للدراسات الدينية ضمن مشاركة شعوب العالم في اسبوع الوئام بين اتباع الديانات الذي يتم الاحتفال به في الاسبوع الاول من شهر شباط من كل عام والذي جاء اثر مبادرة اقترحها جلالة الملك عبدالله الثاني في خطابه الذي القاه في الجمعية العامة للامم المتحدة نيويورك في الثالث والعشرين شهر ايلول عام 2010 وتبنته الجمعية العامة.
وقال رئيس الجامعة الاردنية الدكتور عادل الطويسي ان الوئام مفهوم متقدم على الحوار ويمثل مرحلة يفضي اليها الحوار، مشيرا الى ان مبادرة جلالة الملك وتبنيها من الجمعية العامة للامم المتحدة تشير الى اهمية الاعتراف الانساني بالحاجة للحوار بين الاديان المختلفة من اجل تعزيز التفاهم والوئام والتعاون المتبادل بين الناس مع التأكيد على الضرورة الاخلاقية لان تدعو كل الاديان والمعتقدات الى السلام والتسامح والتفاهم المتبادل.
واضاف ان التفاهم المتبادل والحوار بين الاديان يشكلان بعدين مهمين في ثقافة السلام وتشجيع دول العالم على دعم نشر رسالة الوئام بين الاديان على اساس طوعي.
واشار الطويسي الى ان تعزيز التعاون في نشر قيم الوئام بين اتباع الاديان والحوار بين الثقافات والتحالف بين الحضارات يعتبر مخرجا آمنا من دوائر الازمة العالمية الحالية التي تتمثل في عدم استقرار الاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في مناطق عدة من العالم.
وقال عميد كلية الشريعة في الجامعة الاردنية الدكتور محمد القضاة ان المسلمين هم الان اكثر حاجة الى جهد مستنير يرسم ملامح الاسلام في اطاره الانساني ويحسن تقديم خطاب اسلامي للعالم يحمل السمات الكونية ويعنى بتفاصيل الهم الانساني العام انطلاقا من ان ما يجمع البشر اكبر مما يفرقهم.
واضاف ان الوئام الديني المنشود هو موقف فكري وسلوك عملي يبرزان في كيفية التعاطي مع هموم الانسان الفرد ايا كان لونه او معتقده او جنسه او لغته.
واشار القضاة الى ان الاسلام صاحب النداء الخالد لدعوة البشرية جمعاء الى كلمة سواء وان اصل الدعوة تعظيم الجوامع واحترام الفوارق ودعم ركائز مبدأ التعايش السلمي بين البشر وجعل نصرة المظلوم ورد العدوان من اهدافه الخالدة، مضيفا انه لا تواصل بين الاجيال ما لم توجد ثقافة الحوار الهادف الذي يوسع قاعدة المشترك والثوابت.
ويناقش المؤتمرون دور الوئام الديني في تحقيق امن المجتمع للدكتور عبد السلام العبادي والوئام الديني في تحقيق امن المجتمع للدكتور كامل ابو جابر ومقدمات اساسية لكل تضامن اسلامي ومسيحي للدكتور فهمي جدعان والعلاقة مع الاخر في المسيحية للاب نبيل حداد والعلاقة مع الاخر في الاسلام للدكتور ابراهيم برقان ومقارنة بين الاسلام والمسيحية في العلاقة مع الاخر للدكتور محمد احمد الحاج.