هولندا- تسلم سمو الأمير الحسن بن طلال بحضور سمو الأميرة ثروت الحسن، جائزة الحريات الأربع الخاصة بحرية العبادة، من مؤسسة روزفلت خلال حفل خاص اقيم بهذه المناسبة في مدينة ميدل برغ، التي تقع جنوب غرب هولندا يوم السبت الماضي.

هولندا-  تسلم سمو الأمير الحسن بن طلال بحضور سمو الأميرة ثروت الحسن، جائزة الحريات الأربع الخاصة بحرية العبادة، من مؤسسة روزفلت خلال حفل خاص اقيم بهذه المناسبة في مدينة ميدل برغ، التي تقع جنوب غرب هولندا يوم السبت الماضي.
وجاءت الجائزة التي قدمها لسموه جيمس روزفلت تقديرا لمساهمات سموه الكبيرة والتزامه طويل الأمد بتعميق الفهم والتفاهم المتبادل بين العالمين الإسلامي والغربي، ولدوره الرئيس في تعزيز الحوار بين اتباع الديانات الثلاث.
وفي كلمة له في حفل التسليم، الذي حضره كل من ملك هولندا وليام الكسندر، والملكة ماكسيما، وسمو الأميرة بياتريكس، ورئيس الوزراء مارك روت، قال سموه:  «إن الطريق أمامنا طويل لكننا لا نستطيع إلا أن نلزم أنفسنا، فحيث يكون إيمان يكون أمل، وأنا أحب أن أفكر في تراث للبشرية جمعاء».
ولفت سموه الى أن البابا فرانسيس الأول يزور الأراضي المقدسة الآن، ونحن نتحاور وفي تلك الأرض المباركة يتقاسم اتباع الأديان السماوية الثلاث التراث منذ آلاف السنين.
وقدم سمو الأمير الحسن في كلمته رؤية فكرية شاملة تستند الى نظرة استشرافية تمكننا من مواجهة الاختلالات التي تعصف بمنظومتنا الإنسانية والقيمية، قائلا:  «عندما نعيد النظر في نصوصنا، وتراثنا، وتاريخنا، وحين يعيد جارنا النظر في نصوصه، أو تراثه، أو تاريخه عندها يمكننا الحديث عن تطوير أخلاق مشتركة من التضامن الإنساني.»  وقال:  «اعتقد أن الوقت قد حان لكي نضع في اعتبارنا أنه ما لم تصبح الكرامة الإنسانية محور بناء هيكل إنساني جديد، فسيكون من المستحيل التفكير في استقرار السكان على كوكبنا.» واكد ان «العلاقة ما بين العدالة والكرامة الإنسانية، والاستدامة مهمة، ولا يمكننا أن نكون مرنين إلا بمقدار إدراكنا لتعزيز كلتا العدالتين الاقتصادية والاجتماعية من جهة والأخلاقية من جهة أخرى.» وكان جيمس روزفلت اكد، في كلمته ان سمو الأمير الحسن بقي خلال مسيرته الطويلة ملتزما بأهمية الحوار فيما بيننا كما هو الحال مع الآخر.
واشار الى ان سموه آمن دوما بأن التفهم يسبق التفاهم، وان الطريق طويل، وصعب ولكن علينا متابعة الحوار الذي دعا اليه وصولا الى فهم مشترك بيننا.
واكد ان تكريم سموه اليوم، ومنحه هذه الجائزة، جاء نظرا لمساهماته عبر عقود في الدعوة الى التسامح بين اتباع الديانات وحرية الاعتقاد والعبادة.
يذكر ان جائزة الحريات الأربع تقدم سنويا لرجال ونساء أظهرت إنجازاتهم التزاما بالمبادئ التي أعلن عنها الرئيس روزفلت في خطابه إلى الكونجرس في 6 كانون الثاني 1941، حرية الكلام والتعبير حرية العبادة  والتحرر من الحاجة  والتحرر من الخوف.