عمان 13 أيار (بترا)- قال سمو الامير الحسن بن طلال رئيس مجلس امناء المعهد الملكي للدراسات الدينية إن قواعد التربية والتعليم تستند أساسًا إلى الإيمان والأخلاق.

عمان 13 أيار (بترا)- قال سمو الامير الحسن بن طلال رئيس مجلس امناء المعهد الملكي للدراسات الدينية إن قواعد التربية والتعليم تستند أساسًا إلى الإيمان والأخلاق.

وتابع سمو الامير الحسن "إنَّ الحوار فيما بيننا، أمر في غاية الأهمية، ولا بد من توضيح الخطاب القيَمي الذي يجمع بيننا لهذا الجيل من حيث المحتوى والشروط والأحكام، إن أردنا أن نصنع المواطنة".

واضاف خلال افتتاحة الندوة التي نظمها المعهد الملكي للدراسات الدينية والمجلس البابوي للحوار بين الاديان - الفاتيكان اليوم الثلاثاء في منتدى الفكر العربي بعنوان "مواجهة التحديات الراهنة من خلال التعليم" إن حاضرة الفاتيكان تستطيع ان تسهم في تطوير مفهوم اخلاقي للنظر الى البعد الانساني ولكيفية بناء المواطنة.

واكد اهمية البدء بحوار تربوي مع الشركاء في الفاتيكان يهدف الى بناء الانسان في النصف الثاني من القرن الحادي والعشرين، حيث اننا بحاجة إلى تعليم إنساني جديد يستند على المقارنة وتداخل المعارف والتفكر والتدبر.

وقال إن تحقيقَ الكرامةِ الإنسانية على المستوى العالمي يتطلب أكثر من مجرد التعليم، وإنّه يتطلب نوعًا محددًا من التعليم، مستشهدا بقول أفلاطون: "إذا سألت عن ماهية التعليم الجيد، فإن الجواب هيّنٌ، التعليم يصنعُ رجالاً خيّرين، والرجال الخيّرون يتصرفون بنبل." فما هي البنى التي نحتاجها من أجل أن نجعلَ من الخيْر والنبالة أمريْن ممكنيْن؟ واعاد التاكيد ان التعليمُ الجامعيّ يجب ان يهدف إلى غرْس القِيَمِ الفكريّة الضروريّة وحُبّ الفُضول في أذهانِ الطلبة والباحثين بحيث يمتَلكون الشجاعة الفكريّة بدلاً من الجُبْن الفكريّ؛ والتواضع الفكريّ بدلاً من التكبُّر الفكريّ؛ والتعاطف الفكريّ بدلاً من الانْغلاق الفكريّ؛الاستقلال الفكريّ بدلاً من التكيّف الفكريّ؛النّزاهة الفكريّة بدلاً من النفاق الفكريّ؛ المثابرة الفكريّة بدلاً من الكسل الفكريّ؛ الثقة بالعقلِ بدلاً من عدمِ الثقة بالعقل والبرهان؛ الإنصاف الفكريّ بدلاً من غيابه.

ولفت سموه الى حجم معاناة الطلبة في المدارس ذات الفترات المتعددة نتيجة تدفق اعداد كبيرة من اللاجئين، داعيا الى ضرورة البدء بخطة للتربية والتعليم ترتكز على ارادة وطنية تساهم في التقليل من التعليم الترفي.

ودعا سموه الى تعليم انساني جديد، والعمل على تمكين المواطن مشيرا الى ان الحوار مدعاة لتحليل مشكلات المواطنة وأنسنتها وان العمل هو الحل الوحيد المطروح امامنا اليوم، مشيرا سموه اننا لا نستطيع معرفة المستقبل لكننا نستطيع بناء المستقبل من خلال نظام تربوي.

ولفت الى ان زيارة البابا فرانسيس لمناطق مختلفة ومتنوعة في العالم ستكون مليئة بأجندات ثقافية ودينية لكن زيارته هنا ستكون انسانية بحتة.

وبين أن المجتمع الدولي كان تحت شعار العولمة يبتعد عن التخطيط المركزي وفهمنا خطأ ان ذلك ابتعاد عن الاولويات، ومنها اولويات التربية، مشيرا الى انه لا يمكن الحديثُ عن التعليم اليوم من دون الإشارة إلى عصر الثورةِ الصناعية الثالثة؛ والثورة الرقميّة، فهل نحن مستعدون لهذه المرحلة، وللقيام بالاستشراف العلمي أو التكنولوجي.

ودعا الى تكوين مجموعة دراسية خارج المجموعات الدراسية المتخصصة لكي تضعنا في حقيقة ما يجري في اطار جنوب المتوسط.

وفي ختام كلمته اكد ان الدراسات الحرّة في التعليم العالي تمثل "تدريبًا على المواطنة"، حيث يُدرّب المواطنونَ كي يُصبحَ بإِمكانِهم اتخاذ القرارات التي تؤثّر عليْهم وعلى مجتمعاتهم. ولا بدّ لأُولئك الذين يمتلكون الحقّ في الاخْتيار – إذا كانوا سيَستعملون حقوقَهم بشكلٍ مسؤول – أنْ يكْتسبوا معرفةً بالعالم الذي يُمارسونَ فيه حقوقهم الدّيمقراطيّة، لهذا السبب، تمّ تطوير الدّراسات الحرّة من أجل تعليم الإنسان الحرّ، والمقصود، في واقع الأمر، هو الإنسان، ويجب على احدنا أن يعرف التاريخ؛ والأدب؛ والآداب والعلوم من أجْل أنْ يشارك بمسؤوليّة في الحاكميّة التشاركيّة أو التشاوريّة.

من جهته قال رئيس المجلس البابوي للحوار بين الاديان الكاردينال جان لويس توران ان عمان اصبحت عاصمة الحوار على المستوى الدولي ما جعلها ملجأ للسلام واللاجئين، مضيفا ان الحوار هو الطريق لايجاد الحلول للمشكلات التي تواجه المجتمعات.

واكد ان الكنيسة كانت دائما ولا تزال مشاركة ومهتمة في تعليم الشباب من مختلف الاديان بالمدارس والجامعات الكاثوليكية في جميع دول العالم، وأن التعليم هو المفتاح لتربية الشباب وانضاجهم ويمنع الانحراف مشيرا الى ان التعليم المشترك عامل مهم للعلاقات الدائمة بين الاديان وعامل مهم في محاربة الاصولية.

وشارك في الندوة الدكتور عامر الحافي بورقة حول التحديات التي تواجه الانسانية من منظور اسلامي، اكد فيها ان التحديات التي تواجه البشرية اليوم هي تحديات للانسانية عموما ولعقول المسلمين وارادتهم في التقدم والتغيير مضيفا انهم اذا ارادوا لانفسهم الحياة فليس امامهم خيار اخر غير العلم والتقدم والحضارة.

كما شارك مطران اللاتين في الاردن مارون لحام في ورقة بعنوان "التحديات الراهنة وجهة نظر كاثوليكية "تحدث فيها عن التحديات التي تخص مكانة الدين في المجتمع والتحديات المتعلقة بالعولمة متناولا الحرية الدينية والعنف باسم الدين والعلاقة بين الدين والدولة.

يذكر أن هذه الندوة، هي الثالثة في سلسلة الحوارات الإسلامية الكاثوليكية التي يعقدها المعهد الملكي للدراسات الدينية والمجلس البابوي للحوار بين الأديان في عمّان والفاتيكان بالتناوب كل عامين.

وكانت ندوة سابقة بين وفدين يمثلان الأردن والفاتيكان بحثت بشكل معمق "القيم الإنسانية والدينيةالمشتركة بين المسيحية والإسلام،من أجل التعليم العام".

وبحث ذلك اللقاء، الذي يجمع عددا ًمن العلماء البارزين في مجال الحوار،مفاهيم القيم التربوية والإنسانية والدينية من وجهة نظر مسيحية وإسلامية، إضافة إلى تقاسم القيم الإنسانية والدينية الأساسية لخلق عمل تعاون مشترك في مجال التربية والتعليم، من أبرزها: احترام الحياة وكرامة كل إنسان، وما ينبثق منها من حقوق أساسية، غير قابلة للنقاش.