برعاية سمو الأمير الحسن بن طلال مشاركته، أقيم في المركز الثقافي الملكي مساء الثلاثاء 8/9/2015، حفل اشهار كتاب "اللقاءات الحوارية حول الأوراق النقاشية الملكية" الذي ضم خلاصات بحثية واسعة لسبعة عشرة جلسة حوار ونقاش حول محاور الأوراق الملكية ومضامينها، عقده

 

برعاية ومشاركة الأمير الحسن بن طلال

إشهار كتاب  "اللقاءات الحوارية حول الأوراق النقاشية الملكية"

 

 

برعاية سمو الأمير الحسن بن طلال مشاركته، أقيم في المركز الثقافي الملكي مساء الثلاثاء 8/9/2015، حفل اشهار كتاب  "اللقاءات الحوارية حول الأوراق النقاشية الملكية" الذي ضم خلاصات بحثية واسعة لسبعة عشرة جلسة حوار ونقاش حول محاور الأوراق الملكية ومضامينها، عقدها منتدى الفكر العربي بتوجيهات من سموه، ومشاركة ممثلين عن مختلف قطاعات المجتمع المدني.

 

وأصدر المنتدى خلاصة هذه اللقاءات في الكتاب الذي اشتمل على حوارات معمقة ونقاشات حول محاور الأوراق النقاشية الخمس التي بادر بطرحها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، منذ أواخر عام 2012، مساهمة من جلالته في النقاش الوطني الدائر حول عملية الاصلاح، وتناول فيها المسيرة حول بناء الديمقراطية المتجددة وتطوير النظام الديمقراطي لخدمة جميع الأردنيين، والأدوار المنتظرة لنجاح الديمقراطية، والطريق نحو التمكين الديمقراطي والمواطنة الفاعلة وتعميق التحول الديمقراطي: الأهداف والمنجزات.

 

وقال سموه، "إن عملية الإصلاح السياسي في الأردن ترافقت مع إصدار الأوراق النقاشية الملكية الخمس، التي تمحورت حول أسس بناء الديمقراطية وتطوير النظام الديمقراطي، وأدوار أطراف المعادلة السياسية، والتمكين الديمقراطي والمواطنة الفاعلة، والتي اعتُبرت خريطة  طريق يتلمس من خلالها القائمون على إدارة الدولة طريقهم السَّوي في الإصلاح والتغيير، مضيفاً أن مأسسة منظومة الإصلاح الديمقراطي المنشود يجب أن تستند إلى تفعيل أضلع تكاملية ثلاثة: سياسية- اقتصادية-إجتماعية؛ فضلاً عن المجمتع المدني، إذ تسهم هذه المكونات معاً في تفعيل الإرادة الشعبية الحرة وتنوير العقل المجتمعي.

 

ونوه إلى أن منتدى الفكر العربي اختار أن ينظم لقاءات فكرية حول أهم الموضوعات التي طرحتها الأوراق وكان القاسم المشترك بينها هو حيوية الحوار، إدراكاً  لأهمية إعمال الفكر والدراسة المعمقة الجادة لمضامين الأوراق النقاشية.

 

وقال سموه: لا تقدم ولا مستقبل لنا جميعاً إلا بتفعيل آلية الحوار القائم على احترام الاختلاف في وجهات النظر، بشكل يسمح بالنقاش الموضوعي الجاد حول تحديد الأولويات وتعريف المشتركات الوطنية والإقليمية، مشيراً إلى أهمية أن نتحدث عن الإنسان بمفهوم الحاكمية الرشيدة التي يجب أن تصبح ركناً أساسياً من أركان المجتمع لتفعيله، انطلاقاً من أن المواطنة تعد الضمانة الحقيقية للأمن الإنساني التي تمكن المواطن من المشاركة في تقرير مصيره. 

 

من جهته، قال أمين عام المنتدى الدكتور محمد أبوحمور:  إن اشهار هذه الوثيقة الفكرية المرجعية يأتي نتاجاً لتفاعل نموذجي حر، وحوار هادف بنّاء، حول الأوراق النقاشية الملكية الخمس، التي تفضل جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، بالمساهمة من خلالها في النقاش الوطني حول العملية الاصلاحية ومنطلقاتها نحو ديمقراطية اردنية متجددة وحيوية، تقوم على ركائز ثلاث هي: الترسيخ المتدرج لنهج الحكومات البرلمانية؛ المستظل بالملكية الدستورية؛ والمعزز بالمشاركة الشعبية أو المواطنة الفاعلة.

 

وأضاف أن هذه الوثيقة تشكل حسبما وصفها سمو الأمير الحسن في مقدمة الكتاب، عوناً للمواطنين في تشخيص مواطن الإنجازات المتحققة والتحديات القائمة وآليات معالجتها ليتشارك الجميع في بناء مستقبل الوطن المنشود، مشيراً إلى ان معطيات اللقاءات الحوارية تعبر عن آمال وطموحات يتلاقى الجميع عندها في أن الاردن قادر بعون الله وتوفيقه، ورغم الصعوبات من حولنا في المنطقة، أن يبني نموذجه الديمقراطي على أسس متينة وروح متجددة، تنطلق من أعماق الذات الاردنية الأصيلة وتظل جزءاً من الكينونة العربية والهوية الانسانية الجامعة؛ كون هذه الوثيقة تمثل سابقة ديمقراطية على مستوى العالم في المشاركة بين القائد وشعبه بالحوار الهادىء العقلاني المستنير مع مختلف الأطياف والتيارات السياسية والاجتماعية والفكرية.

 

وأكد د. أبو حمور أن الفكرة من عقد اللقاءات الحوارية حول الأوراق النقاشية الملكية، التي بادر بها رئيس المنتدى وراعيه سمو الأمير الحسن بن طلال، هدفت إلى إجراء قراءة تحليلية واعية لمضامين وأبعاد هذه الأوراق، وتوسيع دائرة المشاركة في الحوار حول معالم وسمات الرؤية الملكية المستشرفة لآفاق المستقبل الديمقراطي في الأردن، والإسهام في العمل على تجذير القيم والممارسات الديمقراطية في المنظومة القيمية والتربوية والتشريعية، فضلاً عن التمكين المؤسسي لصون هذه القيم والممارسات.    

 

وقال رئيس مجلس الأعيان بالإنابة العين فيصل الفايز، إن جلالة الملك عبدالله الثاني، منذ توليه سلطاته الدستورية، رفع شعار الاصلاح الشامل في جميع المجالات وأرسى رؤية واضحة لمستقبل الديمقراطية في الأردن مما مكنا من تحقيق العديد من الانجازات على طريق الاصلاح وتعميق النهج الديمقراطي من بينها اجراء تعديلات دستورية أفرزت الهيئة المستقلة للانتخاب ومحكمة دستورية، إضافة إلى أنها عملت على تحصين البرلمان ودوره وعززت مبدأ الفصل بين السلطات، كما أقرت العديد من التشريعات التي دعمت منظومة النزاهة والشفافية والمشاركة الشعبية والحريات العامة.

 

وأضاف: "لأن الاصلاح في بلدنا يتم وفق رؤية واضحة وخطوات مدروسة وتتوفر له الإرادة السياسية، وعلى أساس هذه الرؤية قام جلالة الملك عبدالله الثاني بمبادرة منه، بطرح خمسة أوراق نقاشية كان هدفها تجسير الفجوة بين الدولة ومختلف القوى حول النظرة للاصلاح الذي يليق ببلدنا وشكلت الأوراق الخمسة في مضامينها روافع قوية في جميع المجالات، ودعا جلالته فيها مختلف القوى الوطنية والحزبية والسياسية والمجتمعية ومؤسسات المجتمع المدني إلى مناقشتها والحوار حولها بهدف الوصول الى قواسم مشتركة بين الجميع حول مستقبل الأردن. وكانت هذه الأوراق الملكية بمثابة خريطة إصلاحية شاملة تحدث جلالته فيها حول تشكيل الحكومات البرلمانية والملكية الدستورية، ونبّه الى مختلف التحديات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وغيرها.

 

وأشار النائب الاول لرئيس مجلس النواب النائب أحمد الصفدي، في كلمته، إلى أن الكتاب أسس لفكرة أن المواطن عنصر فاعل في إدارة الشأن المحلي والابتعاد عن النمطية والتلقي والاذعان بالقبول، وهي الفكرة الأساسية التي انطلقت منها الاوراق النقاشية الملكية، منوهاً إلى تطلع الجميع إلى اليوم المنشود الذي تتحقق فيه الرؤية الملكية الشاملة، وأن تؤدي كل جهة دورها وصولاً إلى المراد ، وأن يتم التطبيق الفعلي من قبل السلطات ومن قبلها الأمة وأن يقوم الجميع بدورهم لبناء الديمقراطية وتطويرها، وممارسة الأدوار سواء الحزبية أو النيابية أو التنفيذية، أو دور المواطن للتمكين الديمقراطي والمواطنة الفاعلة ليتم التحول الديمقراطي بنجاح، ومن ثم يتعمق للوصول إلى الأهداف والمنجزات.

 

واعتبر رئيس الوزراء الأسبق طاهر المصري ان الرؤية الملكية في الأوراق النقاشية تؤسس لمشروع وطني نوعي ومتكامل، مشروع يتناول بجرأة وموضوعية سائر متطلبات الدولة العصرية الناهضة المؤهلة للتطور المتدرج بما يحاكي روح العصر من جهة، وما يصون الثوابت الوطنية والقومية والدينية من جهة ثانية، لافتا إلى أن مبادرة جلالة الملك بطرح هذه الاوراق النقاشية تمثل سابقة ليس في تاريخ الاردن والمنطقة فحسب، وإنما في مسيرة العمل القيادي السياسي على الصعيد العالمي بأسره. وأشار المصري الذي يشغل منصب نائب رئيس المنتدى إلى أن المنتدى كان سباقا في وضع الاوراق النقاشية في نقاش علمي مكثف يفضي إلى نتائج عملية، بمبادرة من سمو الأمير الحسن بن طلال، حيث وجه المنتدى لعقد ورش عمل لمناقشة الاوراق وتفريغ محتوياتها الى نقاط وأفكار، لافتاً إلى أن سمو الأمير الحسن يرى أن الوقت حان كي نرى زخماً أكبر لحملة وطنية شاملة تتعاون فيها مختلف المؤسسات والسلطات لمناقشة هذه الأوراق.

 

وأكد وزير الاعلام الأسبق الدكتور نبيل الشريف، أن المسار المتمثل بطرح القائد لأفكاره للنقاش العام هو بالفعل أمر قليل الحدوث في علاقات القادة بشعوبهم، فقد اعتادت الكثير من الشعوب على تلقي أوامر القادة ونواهيهم لا طروحاتهم وأفكارهم، مضيفاً أن جلالة الملك رسم في هذه الأوراق النقاشية ملامح الغد الأردني البهي، وهو نموذج قائم على الشراكة والحياة السياسية النشطة، حيث سيكون للمواطن المسؤولية الكبرى في إدارة شؤون حياته من خلال مؤسسات دستورية راسخة. 

 

وعرض الوزير الأسبق الدكتور صبري اربيحات، إلى مراحل جلسات الحوار بدءاً من توجيهات سمو الأمير الحسن بن طلال للمنتدى بأهمية إجراء حوار ونقاشات للأطروحة والأوراق الملكية، ومرحلة النقاشات التي دارت وكيفية اختيار المتحدثين من جميع الأطياف السياسية، ومن ثم توثيق هذه النقاشات وتحليلها.

 

ولفتت الدكتورة أدب السعود إلى الحوارات العميقة التي تمت لمناقشة الأوراق الملكية في منتدى الفكر العربي من قبل أهل الفكر والاختصاص، مشيرة إلى أهمية تعميم التجربة لتشمل جميع شرائح المجتمع على امتداد الوطن، إذ إن التغير الاجتماعي الحقيقي يبدأ من القاعدة صعوداً باتجاه رأس الهرم.

 

وفي ختام الحفل الذي أداره وزير الثقافة الأسبق جريس سماوي، وحضره عدد من السفراء والمسؤولين، كرّم سمو الأمير الحسن الجهات الداعمة لإصدار الكتاب وتنظيم هذا الحدث.