عمان - بترا - اكد سمو الأمير الحسن بن طلال أهمية العودة إلى مفهوم النهضة العربية، التي وضعت التعددية، والأخلاق في المقدمة، بوصفها نهضة ثقافية تربوية ورثت عن الروّاد.
وشدد سموه، خلال حضوره، في السفارة اللبنانية، أمس الاول الأحد، محاضرة وزير الإعلام اللبناني الأسبق طارق متري، على أن بناء المؤسسات الديموقراطية يحتاج إلى مساهمة الأفراد في مشروعات جادة؛ مشيراً في هذا المسعى إلى أهمية حق الاحترام، وكرامة الإنسان، التي كانت ولا تزال هي الأساس، وأن النهضة مستمرة إلى ما لا نهاية.
واستعرض متري، خلال محاضرته التي حملت عنوان «الطريق الوعرة إلى الديمقراطية»، مسيرة الديمقراطية في البلدان العربية، وقال إن «القرن الماضي طغت فيه قضايا المشاركة والمواطنة والمساواة، وسرعان ما انطبعت الأفكار الحديثة المنفتحة على التقدم العلمي والرقي الاجتماعي في الوعي الذاتي القومي والوطني المتعالي على العصبيات الإثنية والطائفية والجهوية، وهو الوعي كان ظاهرا في الثورة العربية الكبرى وحركات التحرر».
ونوه إلى أن المطالبة بالديمقراطية ظلت شيئا ثانويا وهامشيا عند الحركات السياسية العربية في تلك الفترة، حيث أن المشاريع القومية العربية أغفلت مسألة الديمقراطية التي لم تكن ضمن الشعارات الكبيرة التي حملتها هذه المشاريع.
وأضاف متري ان هناك أسبابا متنوعة لعسر التحول الديمقراطي بعد الثورات العربية منها الداخلي والخارجي، مشيرا بهذا الصدد الى أنه أكد، خلال تجربته حينما شغل منصب الممثل الخاص لأمين عام الأمم المتحدة في ليبيا بعد سقوط النظام السابق، على أهمية إعادة بناء مؤسسات الدولة بعد انهيارها أو حتى عدم وجود بعضها بالأصل.
من جهتها، قالت السفيرة اللبنانية لدى الأردن ميشلين باز، إن الانتقال الديمقراطي بشروطه ومعوقاته بات مسألة تشغل أهل السياسة والفكر والعلم على حد سواء، موضحة أنه «أصبح موضوعا راهنا بعد ما شاهدناه من تطورات في المنطقة العربية سماها البعض ربيعا عربيا قبل ان تغرق الشعوب في بحر من الدماء ويجري تدمير الدول وتفتيت المجتمعات».
ودار حوار موسع أجاب خلاله وزير الإعلام اللبناني الأسبق على أسئلة الحضور الذي ضم مسؤولين حاليين وسابقين وأعضاء من السلك الدبلوماسي العربي والأجنبي وعدد من أبناء الجالية اللبنانية في الأردن ومهتمين.