عمّان 25 تشرين الثاني - ناقش أكاديميون ومحللون سياسيون تداعيات فوز ترامب على المشهد في الشرق الأوسط، مؤكدين أن السياسة الأمريكية ستتغير تجاه المنطقة، وأن على دول الشرق الأوسط تشكيل تحالفاتها داخليًا في ضوء عودة ترامب إلى البيت الأبيض، كما قدموا تصورًا لعدد من التحديات التي ستواجه السياسة الأمريكية في ظل التغيرات الاقتصادية والسياسية وظهور قوى جديدة، مشيرين إلى عدد من السيناريوهات المتوقعة لقيادة ترامب للولايات المتحدة الأمريكية، جاء ذلك خلال جلسة حوارية نظمها منتدى الفكر العربي، حول " تداعيات فوز ترامب في الانتخابات الأمريكية على الشرق الأوسط"، شارك فيها الدكتور جواد العناني، نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية الأسبق، والدكتور صبري اربيحات، الكاتب والمحلل، والدكتور منذر حدادين، وزير المياه والري الأسبق، والمفاوض الأردني مع سوريا وإسرائيل حول قضايا المياه والبيئة والطاقة، وأدارها الدكتور الصادق الفقيه، الأمين العام لمنتدى الفكر العربي.

أشار د.الصادق الفقيه إلى أن فوز ترامب في الانتخابات الأمريكية يعكس التحولات الداخلية في السياسة الأمريكية، وأنه من المتوقع أن يحمل هذا الفوز تداعيات عميقة على منطقة الشرق الأوسط، التي لطالما كانت في صلب اهتمامات السياسة الأمريكية، مؤكدًا أن حالة القلق وعدم اليقين من عودة ترامب إلى دفة القيادة لا تقتصر على منطقة الشرق الأوسط فقط، بل تتعداه لتصبح حالة عالمية.

وأضاف د.الفقيه أن ترامب يتبع أسلوبًا غير متوقع في التعامل مع القضايا الدولية، فقد يسعى إلى إعادة تحديد الدور الأمريكي في المنطقة، بما يتماشى مع تطلعاته الاقتصادية والاستراتيجية، أو قد يستمر بنهجه خلال فترة رئاسته السابقة  بأن أميركا أولًا، موضحًا بأن هناك العديد من الفرص التي يمكن البناء عليها والاستفادة منها من عودته خلال السنوات القادمة.

وأوضح د.جواد العناني أن على دول منطقة الشرق الأوسط، وخصوصًا تلك الدول التي شهدت علاقاتها تطورًا ملحوظًا مع الولايات المتحدة الأمريكية إبان فترة الرئاسة الديمقراطية إعادة ترتيب حساباتها، وتموضعها للمواقف وما يجري من أحداث، ومحاولة تقليل الانكشاف والوضوح على الإدارة الجديدة، مبينًا طبيعة إدارة ترامب الداخلية، وشكل العلاقات المستقبلية المتوقعة بين أميركا وكلّ من روسيا والصين وإسرائيل. 

وأشار د.العناني إلى دور الأردني في الوصول إلى حل العديد من القضايا على الصعيد العربي والإقليمي، مؤكدًا أن على الأردن أن يعزز المساعي مع الأوروبيّين والعرب والمسلمين لحل القضية الفلسطينية، وإنهاء الحروب والصراعات مع الجهات الشرق أوسطية، مؤكدًا أهمية العمل على تنفيذ مقترح بناء علاقة عربية أمريكية استراتيجية جديدة، للخروج بإتفاق مدته عشرون عامًا تُمنع خلاله الحروب، ويعزز الاقتصاد والتنمية في المنطقة بدعم ومشاركة أمريكية وأوروبية.

وتحدث د.منذر حدادين حول التداعيات الأمنية والاقتصادية والإنسانية في منطقة الشرق الأوسط، إثر عودة ترامب، وما قدمه من وعود خلال حملته الإنتخابية، وأشار خلال حديثه إلى الأزمات والصراعات في الشرق الأوسط مبينًا دور الولايات المتحدة الأمريكية فيها، ومؤكدًا بأن للإدارة الأمريكية دورًا مهمًا ومحوريًا في عملية إحلال السلام في الشرق الأوسط إذا أرادت ذلك، وأضاف د.حدادين أن من أهم الإجراءات التي يبغي أن تؤخذ خلال الفترة القادمة دعم منظمات الأمم المتحدة الناشطة في خدمة اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وتعزيز عمل منظمة حقوق الإنسان، ودعم قرارات المحاكم الدولية.

وقال د.صبري اربيحات: إن ترامب قادر على التعامل مع المنطقة بشكل أفضل من الديمقراطيين، إذ أنه يستطيع عقد صفقات يفرضها على الأطراف بقوة التهديد، كما أنه سيتبنى سياسات ردع تهدف لتغيير السلوك الإيراني، ووقف تهديداتها لإسرائيل مع تغذية فكرة خطرها على العرب من أجل التقارب مع إسرائيل، واستمرارهم كعملاء رئيسين لسوق السلاح الذي يشكل دعامة من دعائم الاقتصاد الأمريكي  .

وأوضح د.اربيحات أن هناك ملفات في الشأن العربي سيتقوم ترامب على إعطائها الأولوية، كالملف السوري والملف العراقي، كما أنه سيعمل على استعراض نفوذ وتأثير إدارته الجديدة على الساحة العربية من خلال مناورات مدروسة قد تتوجه إلى الفلسطينين بشكل خاص وتطال الأردن ولبنان، وختم د.اربيحات حديثه بأن ترامب شخصية غير متوقعة، والأمر الذي سيكشف حقيقته هو الفارق بين ما قال أنه سيفعل وما سيفعله على أرض الواقع.

هذا، ويذكر أنه جرى نقاش موسع بين المشاركين والحضور حول القضايا التي طُرحت.