نظم منتدى الفكر العربي بالتعاون مع الجمعية الأردنية للعلوم والثقافة بمقرها في عمان، اليوم السبت، محاضرة عاينت الأوضاع العربية الراهنة، ألقاها رئيس اتحاد كتاب آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية الإعلامي المصري أحمد المسلماني.
وشارك في التعقيب على المحاضرة التي أدارها رئيس الجمعية المهندس سمير الحباشنة، أمين عام لمنتدى الفكر العربي الدكتور الصادق الفقيه، ورئيس اتحاد الكتاب العراقيين الأستاذ علي الفواز، ورئيس اتحاد الكتاب السوريين الدكتور محمد الحوراني، وبحضور وزيرة الثقافة هيفاء النجار، وعدد من المثقفين والمهتمين بالشأن المحلي والعربي.
وقال الحباشنة، "إن عقد مثل هذه الندوات الحوارية تعزز من دور الثقافة، التي تكسر كل الحدود بين الدول العربية وتنادي بمشروع نهضوي ثقافي حضاري، وأن الأمة لن تموت وسوف تنهض من جديد".
بدوره، قال المسلماني " إن ما حدث في غزة لم يشهده العالم منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، من قتل ودمار على مرأى ومسمع من العالم الغربي الذي يدعي الديموقراطية والإنسانية، والمحافظة على حقوق الإنسان".
وأضاف أن ما يحدث في غزة، هو نتيجة التغول الغربي المتوحش في كل شيء، وأن الدماء لا تعني الكثير للغرب بدليل المذابح التي اقترفتها الدول الأوروبية خلال الحربين العالميتين.
وأكد المسلماني أن عجز النظام العربي عن حل المشاكل، سببه الفجوة الثقافية بين الرأي العام وأصحاب القرار، وأن الأجيال الجديدة قادرة على التعامل مع ثقافة الغرب، لافتاً إلى الغطاء الاقتصادي والعسكري الذي تحظى به إسرائيل من الولايات المتحدة ودول أوروبا.
وأشار إلى كتاب الرئيس الأميركي جيمي كارتر ، الصادر عام 2006 ، المعنون ب" فلسطين: سلام لا فصل عنصري"، والذي يتحدث عن أن استمرار سيطرة إسرائيل على فلسطين وبناء المستوطنات، هي العقبات أمام اتفاقية سلام شامل، ما أثار ثورة اللوبي الصهيوني ضده.
من جهته، قال الفواز إن تجاوز ضعف المثقف العربي لا بد أن يكون بالرجوع للماضي الأصيل، وايجاد حالة جديدة من الفكر والثقافة، لتجسير الهوة الثقافية بين الرأي العام وأصحاب القرار.
واتفق الفقيه مع ما ذهب إليه المسلماني في رؤيته للغرب المتوحش بدليل الحربين العالميتين، موضحاً أن العالم الغربي أنفسهم لا يستنكرون هذه التسمية عليهم، وأن صاحب القرار له دور كبير في نشر الثقافة وصناعة الرأي العام.
أما الحوراني فقال، إن المثقف العربي لم يعد فاعلاً كما كان سابقا، وتراجع دوره بشكل كبير وذلك لعدم وضوح الرؤية والضبابية في التفكير، إضافة إلى ضعف المؤسسات الثقافية بمعناها الحقيقي، ولا بد من العودة إلى الصورة الحقيقية لفعل ثقافي نهضوي وتنويري.
--المصدر وكالة بترا